هل تقنية 5G خطيرة على الصحة؟ تعرّف على الحقائق العلمية، الخرافات الشائعة، والتوصيات الذكية لتقليل التعرض في هذا المقال الشامل.
![]() |
هل تقنية 5G خطيرة على الصحة؟ كشف الحقائق والتوقف عن الخرافات |
الحقائق العلمية حول مخاطر تقنية 5G على صحة الإنسان
ما هي تقنية 5G وكيف تعمل؟
5G هي الجيل الخامس من شبكات الهاتف المحمول، وتعمل على نطاقات ترددية مختلفة: ترددات أقل (sub-6 GHz) وترددات أعلى تُعرف بـ mmWave (موجات ملّيمترية). كل تردد له خصائصه: الترددات العالية تمنح سرعات أكبر لكنها تقلّ في القدرة على الاختراق والمسافة.
الطيف الترددي والموجات الملّيمترية
موجات mmWave تُستخدم للحالات التي تتطلب سرعات فائقة في مناطق مكتظة، لكنها تعمل على مدى أقصر وتحتاج إلى تجمع أكبر من هوائيات صغيرة.
التوجيه الضوئي (Beamforming) وMassive MIMO
تقنيات مثل beamforming وMassive MIMO تسمح بتوجيه الإشارة نحو الأجهزة، ما يعني أن الطاقة تكون مركزة بدلًا من البث في كل الاتجاهات — وهذا قد يقلّل من التعرض في بعض المناطق.
الإشعاع المؤين مقابل غير المؤين
من الضروري التمييز بين الإشعاع المؤين (مثل الأشعة السينية) الذي يمكنه كسر الروابط الكيميائية، والإشعاع غير المؤين (موجات الراديو) الذي لا يمتلك هذه الطاقة؛ 5G تنتمي للفئة غير المؤينة.
ما الأدلة العلمية حتى الآن على تأثير 5G على الصحة؟
الأدلة العلمية الحالية تميل إلى القول إنه لا يوجد دليل قاطع على أن التعرض الاعتيادي لـ 5G يسبب أضرارًا كبيرة للصحة البشرية. بعض النقاط الأساسية:
- مراجعات علمية كبيرة لم تجد روابط واضحة بين التعرض لترددات الراديو وحدوث سرطانات أو أمراض مزمنة عند مستويات التعرض المنخفضة.
- المنظمات الدولية (مثل WHO وICNIRP) تعتبر أن الحدود الحالية تستهدف الحماية من التأثيرات الحرارية، وتوصي بمواصلة البحث والمراقبة.
- بعض الدراسات المختبرية أبلغت عن تغيّرات خلوية تحت شروط تعرّض قوية وغير واقعية بالنسبة للناس، لذلك لا يمكن تعميمها مباشرة على الحياة اليومية.
مقارنة مرئية: 3G vs 4G vs 5G
الخاصية | 3G | 4G | 5G |
---|---|---|---|
نطاق التردد | عدة مئات ميجاهرتز | حتى الـ 2–3 GHz | sub-6 GHz + mmWave (24–40 GHz+) |
عمق الاختراق | جيد | جيد | أقل (لـ mmWave) |
سرعة نقل البيانات | محدودة | جيدة | عالية جدًا |
تقنيات التوجيه | محدودة | موجودة جزئيًا | Beamforming, Massive MIMO |
ما الخرافات والادعاءات الشائعة حول 5G وخطورتها؟
تنتشر العديد من الادعاءات على الإنترنت. فيما يلي أبرزها مع تفنيد مختصر:
- الادعاء: 5G يسبب السرطان. التفنيد: لا توجد بيانات وبائية مقنعة تربط التعرض الاعتيادي بـ 5G بزيادة معدلات السرطان.
- الادعاء: 5G تسبب أمراضًا مثل الزهايمر أو العقم. التفنيد: لا توجد دراسات قوية تثبت ذلك.
- الادعاء: 5G مسؤولة عن انتشار فيروسات مثل COVID-19. التفنيد: لا أساس علمي لهذه الادعاءات؛ الفيروسات كائنات بيولوجية لا تنتقل عبر موجات الراديو.
الفجوات البحثية والنقاط غير المؤكدة
على الرغم من الأدلة الحالية، هناك عدة مجالات تحتاج لمزيد من البحث:
- دراسات طويلة المدى (عشر سنوات أو أكثر) على تأثيرات التعرض المتكرر للترددات العالية.
- دراسات مخصّصة للفئات الحساسة (الأطفال، الحوامل، المرضى المزمنين).
- التعرّض المركب (نشاط الهاتف بيدك + التعرض من مستخدمين آخرين أو الأبراج).
كيف تقلل من تعرضك المحتمل للإشعاع؟ (تدابير عملية)
إذا رغبت باتّباع نهج احترازي بسيط، فإليك توصيات عملية وسهلة التطبيق:
- استخدم سماعات رأس أو مكبر الصوت أثناء المكالمات بدل وضع الهاتف على الأذن.
- قلّل الوقت الذي تمسك فيه الهاتف بالقرب من جسمك، وفضّل الرسائل النصية عند الإمكان.
- تجنّب وضع الراوتر أو نقاط الواي-فاي قرب سرير النوم.
- اختَر هواتف ذات قيمة SAR منخفضة — تحقق من مواصفات المصنع.
المستقبل والأبحاث المنتظرة
اتجاهات البحث القادمة تشمل تحسين طرق القياس في بيئات beamforming، ودراسات التعرض السلبي في البيئات المكتظة، ومتابعة النتائج الوبائية الطويلة الأمد. الجهات الرقابية قد تُعيد تقييم الحدود إذا ظهرت أدلة جديدة.
الخلاصة والتوصيات النهائية
بناءً على الأدلة الحالية: لا يوجد دليل قاطع بأن تقنية 5G خطيرة على الصحة عند مستويات التعرض الاعتيادية. مع ذلك، تبقى ثغرات بحثية مهمة تستدعي المتابعة. اتباع خطوات احترازية بسيطة منطقي ومقبول لمَن يفضّل الحيطة.
الأسئلة الشائعة حول هل تقنية 5G خطيرة على الصحة؟
1. هل 5G يسبب السرطان؟
حتى الآن لا توجد أدلة وبائية قوية أو بحوث علمية حاسمة ومُحكمة تربط التعرض الاعتيادي لشبكات 5G (بما في ذلك الترددات الحالية) بزيادة مباشرة في معدلات الإصابة بالسرطان لدى البشر.
2. هل موجات mmWave (الموجات المليمترية) أخطر من ترددات 4G؟
ليس بالضرورة. موجات mmWave لها قدرة اختراق أقل للجلد والأنسجة وتعمل لمسافات أقصر من ترددات 4G الأقل. الأدلة الحالية لا تثبت أنها أخطر على الصحة عند مستويات التعرض العادية والمُلتزِمة بالحدود الدولية.
3. هل يجب أن أغير هاتفي لتقليل التعرض؟
اختيار هاتف بقيمة SAR (معدل الامتصاص النوعي) أقل قد يساعد. لكن أهم الإجراءات هي الإجراءات السلوكية: تقليل مدة المكالمات الهاتفية الطويلة، واستخدام سماعات الرأس السلكية أو اللاسلكية لإبعاد الهاتف عن الرأس.
4. هل الأطفال أكثر عرضة للخطر؟
لا توجد دراسات حاسمة ومُستقلة تؤكد ذلك بشكل قاطع. لذا، ينصح بعض الخبراء باتخاذ احتياطات بسيطة للأطفال، مثل قصر مدة استخدام الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية المتصلة بشبكة 5G.
5. ما هي المنظمات الموثوقة للرجوع إليها؟
المنظمات العالمية الموثوقة التي تقيّم مخاطر الإشعاع هي:
- منظمة الصحة العالمية (WHO).
- اللجنة الدولية للحماية من الإشعاعات غير المؤينة (ICNIRP).
- المجلات العلمية المحكمة مثل تلك المتاحة على قواعد بيانات PubMed/NCBI.
6. هل التوجيه الضوئي (Beamforming) يزيد التعرض؟
في الواقع، يمكن أن يقلّل التوجيه الضوئي التعرض في مناطق غير مستهدفة؛ لأن الإشارة تكون مركزة وموجهة بدقة نحو جهازك فقط. هذا التركيز يعني أن الطاقة غير مشتتة حول المنطقة. ومع ذلك، يتطلب التقييم الدقيق قياسات ميدانية.
7. هل منتجات الحماية من الإشعاع فعّالة؟
قد تقلل بعض المنتجات المعزولة الإشعاع بالفعل، لكن يجب الحذر؛ فالعديد من المنتجات المعروضة في السوق غير مدعومة علميًا وقد تكون مجرد وهم تسويقي. قد يؤدي بعضها أيضاً إلى جعل جهازك يبذل جهداً أكبر (ويشع طاقة أكبر) للحفاظ على الاتصال بالشبكة.
8. هل هناك دول أوقفت نشر 5G لحين إجراء دراسات؟
ظهرت دعوات في بعض المناطق (في مدن أو بلديات محددة) لمزيد من الدراسات قبل التوسع الكامل لشبكات 5G، خاصة في ترددات mmWave، لكن الحظر الكلي على مستوى الدول نادر جداً ولا يمثل القاعدة العامة.
9. ما الفرق بين التعرض النشط والتعرض السلبي؟
التعرض النشط: هو التعرض للإشعاع الذي يأتي من جهازك الخاص (الهاتف المحمول الذي تمسكه). التعرض السلبي: هو التعرض للإشعاع الذي يأتي من أجهزة أو أبراج قريبة أخرى (مثل أبراج الإرسال أو نقاط الوصول اللاسلكية) التي تومض بالطاقة حولك.