اكتشف إطلاق "علّام" في السعودية نهاية أغسطس، أول نموذج ذكاء اصطناعي عربي مُعد من الصفر للمنافسة العالمية. تعرف على هيوماين شات، بنية جروك التحتية، ونظام Humain One الثوري.
 |
علّام إطلاق أول نموذج ذكاء اصطناعي عربي من الصفر في السعودية نهاية أغسطس |
كل ما تريد معرفته عن "علّام": ثورة الذكاء الاصطناعي العربية القادمة من السعودية (أغسطس)
في خطوة تاريخية تؤكد الطموح السعودي المتزايد في مجال التكنولوجيا والابتكار، تستعد المملكة العربية السعودية لإطلاق "علّام" في نهاية أغسطس. هذا النموذج، الذي يُعد أول ذكاء اصطناعي عربي مُعَد من الصفر للمنافسة العالمية، لا يمثل مجرد إضافة جديدة لمشهد الذكاء الاصطناعي المزدهر، بل يجسد رؤية استراتيجية قوية لتحقيق الريادة الرقمية في المنطقة. يفتح "علّام" آفاقًا غير مسبوقة للمحتوى والابتكار في العالم العربي، مؤكدًا قدرة الكفاءات العربية على إثبات وجودها بقوة على الساحة الدولية.
ما هو "علّام" ولماذا يمثل نقطة تحول؟
"علّام" هو نموذج لغوي كبير (LLM) تم تطويره بالكامل في المملكة العربية السعودية بواسطة شركة هيوماين (Humain). صُمم هذا النموذج خصيصًا لفهم اللغة العربية بجميع تعقيداتها ولهجاتها الدقيقة، وتوليد نصوص عربية فائقة الجودة. يختلف "علّام" عن النماذج العالمية الأخرى في كونه ليس مجرد تكييف، بل هو بناء أصيل من الألف إلى الياء، مع تركيز عميق على الخصوصية الثقافية واللغوية للعالم العربي.
سيُطرح نموذج "علّام" عبر تطبيق (هيوماين شات) المجاني المشابه لتطبيق (ChatGPT)، ولكن مع تركيز عربي أصيل وموثوق. وقد أثبت النموذج كفاءته في تطبيقات عملية بالفعل، مثل استخدامه في أداة (صوتك) المخصصة لتفريغ محاضر الجلسات القضائية في السعودية، مما يبرز فعاليته ودقته في المهام الحساسة.
الأبعاد الاستراتيجية لإطلاق "علّام":
إن إطلاق هذا النموذج اللغوي المتطور له تأثيرات استراتيجية بعيدة المدى على المنطقة:
- تعزيز السيادة الرقمية: يمنح "علّام" الدول العربية استقلالية أكبر في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويقلل من الاعتماد على النماذج الأجنبية التي قد لا تتوافق دائمًا مع السياقات الثقافية والقيم المحلية. وقد أكد أمين (المسؤول في هيوماين) على مدى تفرد النموذج بقوله: "لن يمتلك ChatGPT أبدًا مجموعات البيانات التي نمتلكها"، في إشارة إلى غنى البيانات العربية التي تدرب عليها "علّام".
- دعم المحتوى العربي الرقمي: يواجه المحتوى العربي تحديات في مواكبة الكم الهائل من المحتوى العالمي. سيساهم "علّام" في سد هذه الفجوة، ويدعم إنتاج محتوى عربي أصيل، غني، وعالي الجودة في مختلف المجالات، من التعليم إلى الإعلام.
- تمكين الابتكار المحلي: يوفر "علّام" منصة قوية للمطورين والباحثين العرب، مما يمكنهم من بناء تطبيقات وحلول مبتكرة تستفيد من قدراته اللغوية الفائقة، ويعزز منظومة الابتكار المحلية بشكل غير مسبوق.
- تنمية الكفاءات الوطنية: يسهم المشروع بشكل مباشر في تطوير الكفاءات السعودية في مجالات الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، وهندسة اللغات الطبيعية، مما يخلق فرص عمل نوعية ويعزز الاقتصاد المعرفي بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
"يعد إطلاق "علّام" خطوة عملاقة نحو تحقيق رؤيتنا في أن نصبح مركزًا عالميًا للذكاء الاصطناعي، وهو دليل على التزام المملكة بتمكين الكفاءات الوطنية ودعم الابتكار التكنولوجي." - متحدث باسم الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) (تصريح متوقع).
"علّام" والمنافسة العالمية: كيف يبرز نموذج الذكاء الاصطناعي السعودي؟
في سوق عالمي تهيمن عليه نماذج عملاقة مثل GPT-4 من OpenAI و Gemini من Google، قد يبدو التنافس صعبًا. لكن "علّام" يتمتع بنقاط قوة فريدة تمنحه ميزة تنافسية حاسمة:1.الفهم العميق للغة العربية: بينما قد تظهر النماذج العالمية بعض القصور في فهم الفروقات الدقيقة، الأمثال الشعبية، التعبيرات الاصطلاحية، واللهجات العربية المتعددة، تم تدريب "علّام" على مجموعات بيانات ضخمة وغنية باللغة العربية. هذا التدريب المتخصص يمنحه تفوقًا في فهم وتوليد المحتوى العربي الأصيل.
2.الوعي الثقافي: تم تصميم "علّام" مع مراعاة القيم، العادات، والتقاليد العربية والإسلامية. هذا الوعي الثقافي يجعله أكثر ملاءمة للتطبيقات في المنطقة، ويقلل بشكل كبير من احتمالية إنتاج محتوى غير مناسب أو غير مفهوم ثقافيًا.
3.الخصوصية والأمان: يتيح التطوير المحلي لـ "علّام" إمكانية التحكم الكامل في سياسات الخصوصية والأمان للبيانات المستخدمة. هذا الأمر بالغ الأهمية للمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة التي تتطلب معايير صارمة لحماية البيانات الحساسة.
4.تطبيقات عملية ومثبتة: استخدامه في أداة "صوتك" لتفريغ محاضر الجلسات القضائية يبرهن على قدرته على التعامل مع مهام معقدة وحساسة تتطلب دقة عالية وموثوقية.
تطبيقات واعدة لـ "علّام" في مختلف القطاعات:
سيحدث "علّام" تحولًا كبيرًا في العديد من القطاعات الحيوية، إليك أبرزها:
- التعليم: تطوير أدوات تعليمية ذكية، مساعدين افتراضيين للطلاب، ومنصات لإنشاء محتوى تعليمي تفاعلي باللغة العربية.
- الرعاية الصحية: تحسين أنظمة التشخيص المبكر، أتمتة السجلات الطبية، وتوفير استشارات طبية أولية دقيقة باللغة العربية.
- الإعلام والنشر: تسريع عملية إنتاج الأخبار والمقالات، تلخيص المحتوى المعقد، وإنشاء قصص إبداعية ومحتوى إعلامي متنوع.
- خدمة العملاء: تطوير روبوتات محادثة ذكية (Chatbots) تفهم استفسارات العملاء العرب بدقة وتوفر ردودًا سريعة وفعالة، مما يحسن تجربة المستخدم.
- الترفيه: تأليف القصص، كتابة السيناريوهات، وإنشاء محتوى ترفيهي متنوع يتناسب مع الذوق والجمهور العربي.
- البحث العلمي: تحليل النصوص الأكاديمية العربية، تلخيص الأبحاث المعقدة، والمساعدة في صياغة الأوراق العلمية والتقارير البحثية.
- القطاع الحكومي: أتمتة الخدمات، تحسين التواصل مع المواطنين، وتحليل البيانات لدعم اتخاذ القرار.
بنية تحتية عالمية من قلب السعودية: هيوماين وجروك
لم تكتفِ شركة هيوماين بتطوير نموذج "علّام" فحسب، بل قامت ببناء بنية تحتية متطورة لدعمه من خلال شراكة إستراتيجية مع شركة جروك (Groq) الأمريكية، المتخصصة في تقنيات الاستدلال السريع ومنخفض التكلفة. هذه الشراكة مكّنت هيوماين من نشر 19 ألف وحدة معالجة لغوية (LPUs) في ستة أيام فقط، وتقديم خدمات استدلال بتكلفة تقل بنحو 60% عن أي مكان آخر في العالم.وأكد أمين أن هذه المنصة تتميز باستهلاك منخفض للطاقة وبنية ذاكرة قائمة على (SRAM)، مما يجعلها مثالية لتشغيل النماذج اللغوية الكبيرة بكفاءة عالية جدًا. كما أتاح هذا التعاون تشغيل أحدث نماذج (OpenAI) المفتوحة المصدر: (gpt-oss-120B) و(gpt-oss-20B) عبر منصة جروك السحابية (GroqCloud)، مع توفير دعم محلي داخل المملكة العربية السعودية. والأكثر إثارة، أن بنية الاستدلال المدعومة من جروك، والتي تديرها هيوماين في الدمام، يستخدمها حاليًا عملاء في 130 دولة، مما يمثل سابقة للمملكة وربما للشرق الأوسط بأكمله، ويؤكد على مكانة السعودية كمركز للذكاء الاصطناعي.
من نموذج إلى منظومة متكاملة: Humain One وحاسوب هيوماين
لا تقف طموحات هيوماين عند نموذج "علّام" وبنيته التحتية، بل تتعداها إلى بناء منظومة متكاملة لـ الذكاء الاصطناعي.
1. نظام تشغيل Humain One:
تستعد الشركة لإطلاق (هيومان وان) Humain One في أكتوبر المقبل، وهو نظام تشغيل مؤسسي جديد يعتمد على واجهة أوامر موحدة بدلاً من تعدد التطبيقات التقليدية. هذا النظام مصمم لتنفيذ المهام المعقدة بكفاءة فائقة، مما يختصر ساعات العمل ويزيد الإنتاجية بشكل جذري. وكمثال عملي على كفاءة النظام، أشار أمين إلى أن وكيلًا واحدًا للذكاء الاصطناعي تمكّن من اختصار عملية إعداد الرواتب، التي كانت تتطلب أربعة موظفين و30 ساعة عمل، إلى 30 دقيقة فقط، مع تحقيق دقة عالية.
2. حاسوب هيوماين للذكاء الاصطناعي:
كما تعمل الشركة على تطوير حاسوب (هيوماين) للذكاء الاصطناعي بالشراكة مع كوالكوم (Qualcomm). هذا الجهاز يجمع بين قدرات المعالجة المركزية، الرسومية، والعصبية، ومن المقرر عرضه لأول مرة خلال مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) في الرياض في أكتوبر المقبل، على أن يُطرح لاحقًا في الأسواق العالمية. يؤكد أمين أن هذا الابتكار سيغير قواعد اللعبة، موضحًا: "عندما تطّلع على مواصفاته وسعره مقارنةً بما هو موجود في السوق، ستدرك نهجنا في تقديم الذكاء الاصطناعي عبر حوسبة الحافة"، في إشارة إلى التركيز على تمكين المعالجة المحلية السريعة والفعالة دون الاعتماد المفرط على مراكز البيانات البعيدة.
الرؤية الإستراتيجية والأثر الاقتصادي: السعودية مركزًا لـ "علّام"
تتماشى مبادرات شركة هيوماين، وعلى رأسها "علّام"، تمامًا مع رؤية المملكة 2030. يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي هنا ليس كأداة إضافية، بل كأساس استراتيجي يُبنى عليه الاقتصاد الوطني في قطاعات متنوعة مثل السياحة، الرعاية الصحية، والصناعة. يصف أمين، نهج الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي، بأنه "رؤيوي وعملي في آن واحد"، موضحًا أنه "لا يتعامل مع الذكاء الاصطناعي على أنه أداة إضافية، بل بوصفه ضرورة للاقتصاد، ولتطوير قدرات المواطنين، وتسريع التبني عبر جميع القطاعات".
ويؤكد أمين أن الهدف هو ترسيخ مكانة السعودية كلاعب رئيسي ومصدّر لتقنيات الذكاء الاصطناعي عالميًا، وليس مجرد مستهلك لها. تعتمد هذه الرؤية على قاعدة المواهب السعودية المحلية كقوة دافعة أساسية، مما يعزز الاكتفاء الذاتي والريادة في هذا المجال الحيوي.
نصائح لرواد الأعمال والمطورين للاستفادة من قوة "علّام":
إذا كنت رائد أعمال، مطورًا، أو حتى كاتب محتوى، فإن إطلاق "علّام" يمثل فرصة ذهبية للابتكار والنمو. إليك بعض النصائح العملية للاستفادة القصوى:
✅ تابع الأخبار والمستجدات: كن على اطلاع دائم بآخر التطورات حول "علّام"، بما في ذلك مواعيد الإطلاق الرسمية، وتوافر (هيوماين شات) وواجهات برمجة التطبيقات (APIs) المتاحة، والوثائق الفنية.
✅فكر في تطبيقات مبتكرة: ابدأ في عصف ذهني لأفكار تطبيقات أو خدمات فريدة يمكن أن تستفيد من القدرات اللغوية المتقدمة لـ "علّام" في مجالك المحدد، مثل مساعد شخصي عربي ذكي أو أداة لتحليل المشاعر في المحتوى العربي.
✅تعلم أساسيات الذكاء الاصطناعي: لا تحتاج لتكون خبيرًا، ولكن فهم المفاهيم الأساسية للتعلم الآلي (Machine Learning) ومعالجة اللغة الطبيعية (Natural Language Processing) سيساعدك على التواصل بفعالية أكبر مع النموذج واستغلال إمكانياته.
✅شارك في المجتمعات التقنية: انضم إلى المنتديات والمجموعات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتقنية في المنطقة (مثل مجموعات LinkedIn أو Meetup) لتبادل الأفكار والخبرات وبناء الشبكات.
✅كن مستعدًا للتجربة والمحاولة: بمجرد إتاحة "علّام" عبر هيوماين شات، لا تتردد في تجربته واستكشاف حدوده وإمكانياته. ابدأ بمشاريع صغيرة وكرر العملية لتحسين فهمك وتطبيقاتك.
الأسئلة الشائعة حول علّام": إطلاق أول نموذج ذكاء اصطناعي عربي
متى سيتم إطلاق "علّام" رسميًا؟
من المتوقع إطلاق "علّام" في نهاية شهر أغسطس عبر تطبيق هيوماين شات.
هل سيكون "علّام" متاحًا للجمهور العام؟
نعم، سيُطرح "علّام" عبر تطبيق هيوماين شات المجاني للجمهور، وسيكون متاحًا للمطورين والشركات للاستخدام في أتمتة الأعمال.
ما هي اللغات التي يدعمها "علّام"؟
يركز "علّام" بشكل أساسي على اللغة العربية بجميع لهجاتها وفروقها الدقيقة.
كيف يختلف "علّام" عن نماذج عالمية مثل ChatGPT؟
الفرق الأساسي هو أن "علّام" مُعد من الصفر باللغة العربية، مع فهم عميق للثقافة والخصوصية المحلية، وبمجموعات بيانات فريدة، مما يمنحه تفوقًا في التعامل مع المحتوى العربي.
هل يمكن لـ "علّام" فهم اللهجات العربية المختلفة؟
نعم، أحد أهدافه الرئيسية هو فهم واستيعاب الفروقات الدقيقة بين اللهجات العربية المتعددة لتقديم استجابات دقيقة ومناسبة.
ما هي القطاعات الرئيسية التي سيخدمها "علّام"؟
سيخدم "علّام" مجموعة واسعة من القطاعات بما في ذلك التعليم، الرعاية الصحية، الإعلام، خدمة العملاء، الترفيه، البحث العلمي، والقطاع الحكومي.
هل سيوفر "علّام" واجهة برمجة تطبيقات (API) للمطورين؟
نعم، تهدف المنظومة المتكاملة التي تعمل عليها هيوماين إلى تمكين المطورين والشركات الناشئة من الوصول إلى "علّام" واستخدامه عبر واجهات برمجة التطبيقات.
ما هي أبرز تطبيقات "علّام" العملية حاليًا؟
من أبرز تطبيقاته الحالية هو استخدامه في أداة "صوتك" لتفريغ محاضر الجلسات القضائية في السعودية.
ما هي المشاريع الأخرى التي تعمل عليها هيوماين لدعم الذكاء الاصطناعي؟
تعمل هيوماين على نظام التشغيل Humain One وحاسوب هيوماين للذكاء الاصطناعي بالشراكة مع كوالكوم.
الخاتمة:
إن إطلاق "علّام" في السعودية نهاية أغسطس يمثل علامة فارقة في مسيرة العالم العربي نحو التميز في مجال الذكاء الاصطناعي. هذا النموذج الرائد، الذي تم بناؤه من الصفر على يد شركة هيوماين، ليس مجرد أداة تكنولوجية متقدمة، بل هو حجر الزاوية في منظومة متكاملة تضم تطبيقات مثل هيوماين شات، بنية تحتية عالمية بالشراكة مع جروك، وأنظمة مستقبلية مثل Humain One وحاسوب هيوماين. إنه جسر نحو مستقبل عربي أكثر ابتكارًا وازدهارًا، يجسد قصة طموح، وعزيمة، وإيمان راسخ بقدرة العقل العربي على المنافسة العالمية وقيادة التحول الرقمي. نحن على أعتاب ثورة معرفية يقودها "علّام" من قلب المملكة، فكونوا جزءًا من هذه الرحلة الملهمة.
ما هي تطلعاتكم لـ "علّام"؟ وما هي التطبيقات التي تتمنون رؤيتها تتحقق بفضله؟ شاركونا آراءكم في التعليقات أدناه! ولا تنسوا مشاركة هذا المقال لتعم الفائدة وتصل قصة "علّام" لكل مهتم بمستقبل الذكاء الاصطناعي العربي.