recent
أحدث الأخبار التقنية

التعليم العميق: ثورة فى عالم الذكاء الاصطناعى

حسن عبدالعزيز
الصفحة الرئيسية

شهد مجال الذكاء الاصطناعي ثورة هائلة في السنوات الأخيرة بفضل ظهور تقنية التعلم العميق. فمن خلال استخدام شبكات عصبية اصطناعية مُعقدة، أصبح بإمكان الأنظمة المُبرمجة باستخدام تقنيات التعلم العميق أداء مهام مُذهلة، مثل التعرف على الصور، ومعالجة اللغة الطبيعية، والتحكم في الروبوتات، والعديد من التطبيقات الأخرى.

التعلم العميق
التعلم العميق: ثورة في عالم الذكاء الاصطناعي


في هذا المقال، سنُسلط الضوء على تقنية التعلم العميق، ونشرح كيفية عملها، ونُقدم بعض الأمثلة على تطبيقاتها في العالم الحقيقي، ونناقش بعض التحديات التي تواجهها.

ما هو التعلم العميق؟

التعلم العميق هو مجموعة فرعية من التعلم الآلي الذي يستخدم شبكات عصبية متعددة الطبقات ، تسمى الشبكات العصبية العميقة، لمحاكاة قوة اتخاذ القرار المعقدة للدماغ البشري. بعض أشكال التعلم العميق تدعم معظم الذكاء الاصطناعي (AI) في حياتنا اليوم.

التعلم العميق هو فرع من فروع تعلم الآلة يستخدم شبكات عصبية اصطناعية مُعقدة لتعلم الأنماط من البيانات. تُشبه هذه الشبكات العصبية الدماغ البشري،

حيث تتكون من طبقات متعددة من الخلايا العصبية الاصطناعية. يُمكن للأنظمة المُبرمجة باستخدام تقنيات التعلم العميق أداء مهام مُذهلة، مثل:

التعرف على الصور يُستخدم التعلم العميق للتعرف على الوجوه، والأشياء، والمناظر الطبيعية.

معالجة اللغة الطبيعية يُستخدم التعلم العميق للترجمة الآلية، والكتابة الآلية، والتحليل العاطفي.

التحكم في الروبوتات يُستخدم التعلم العميق للتحكم في الروبوتات، مما يسمح لها بأداء مهام مُعقدة مثل المشي والجري والتقاط الأشياء.

الطب يُستخدم التعلم العميق لتشخيص الأمراض، وتطوير علاجات جديدة، وتحليل الصور الطبية.

التمويل يُستخدم التعلم العميق للكشف عن الاحتيال، وتحديد المخاطر، واتخاذ قرارات الاستثمار.

يُمكن تلخيص أهم خصائص التعلم العميق في النقاط التالية:

  • يستخدم شبكات عصبية اصطناعية مُعقدة.
  • يتعلم من البيانات دون الحاجة إلى برمجة صريحة.
  • يُمكنه أداء مهام مُعقدة تتطلب ذكاءً اصطناعيًا.

يُعد التعلم العميق تقنية ثورية لها إمكانيات هائلة لتغيير العالم. مع معالجة التحديات التي تواجه هذه التقنية، من المرجح أن نرى المزيد من التطبيقات المذهلة للتعلم العميق في المستقبل.

كيف يعمل التعلم العميق؟

كيف يعمل التعلم العميق؟
كيف يعمل التعلم العميق؟

يُعد التعلم العميق فرعًا من فروع الذكاء الاصطناعي يعتمد على شبكات عصبية اصطناعية مُعقدة مستوحاة من بنية الدماغ البشري.

تتكون هذه الشبكات من طبقات متعددة من الخلايا العصبية الاصطناعية، وكل طبقة تُعالج المعلومات من الطبقة السابقة. يُمكن تشبيه عمل التعلم العميق بعملية التعلم البشري، حيث تتعلم الشبكة العصبية من خلال تحليل كمية كبيرة من البيانات.

تُستخدم تقنية التعلم العميق في حل العديد من المشكلات المعقدة في مجالات مختلفة، مثل التعرف على الصور، ومعالجة اللغة الطبيعية، والتحكم في الروبوتات، والطب، والتمويل، والنقل. لنتعرف على كيفية عمل التعلم العميق بخطوات مبسطة:

1. جمع البيانات:

أولاً، يتم جمع البيانات المُستخدمة لتدريب الشبكة العصبية.

يجب أن تكون هذه البيانات مُنوعة وذات جودة عالية.

2. معالجة البيانات:

بعد جمع البيانات، يتم تنظيفها ومعالجتها لجعلها مناسبة للاستخدام في التعلم العميق.

3. تصميم الشبكة العصبية:

يتم تصميم الشبكة العصبية بناءً على نوع البيانات والمهمة التي يتم تحاول حلها.

4. تدريب النظام:

يتم تدريب الشبكة العصبية على البيانات المُعالجة. خلال عملية التدريب، تتعلم الشبكة كيفية ربط المدخلات بالمخرجات.

5. اختبار النظام:

بعد تدريب الشبكة العصبية، يتم اختبارها على بيانات جديدة للتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح.

6. نشر النظام:

بعد اختبار الشبكة العصبية، يتم نشرها في بيئة الإنتاج. تُواجه تقنية التعلم العميق بعض التحديات، مثل الحاجة إلى كميات كبيرة من البيانات وصعوبة فهم كيفية عمل الشبكات العصبية. ولكن مع ازدياد التطورات في هذا المجال، من المُتوقع أن تُصبح تقنية التعلم العميق أكثر فعالية وكفاءة،

مما سيؤدي إلى ثورة في العديد من المجالات. من أهم التطبيقات المستقبلية للتعلم العميق:

  • تطوير سيارات ذاتية القيادة.
  • تشخيص الأمراض وعلاجها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
  • تحسين أنظمة التعليم والتعلم.
  • مكافحة الاحتيال والجرائم الإلكترونية.
  • تطوير تقنيات جديدة للترفيه والتواصل.

يُعد التعلم العميق تقنية ثورية تُغير العالم من حولنا، وُيُتوقع أن يكون لها تأثير كبير على حياتنا في المستقبل.

كيف يختلف التعلم العميق عن الذكاء الاصطناعي؟

يُعد التعلم العميق نوعًا من الذكاء الاصطناعي. ولكن هناك بعض الاختلافات الرئيسية بينهما:

الهدف: يهدف الذكاء الاصطناعي إلى إنشاء آلات ذكية تُمكنها أداء أي مهمة يمكن للبشر القيام بها. بينما يهدف التعلم العميق إلى تطوير أنظمة ذكية قادرة على التعلم من البيانات وتحسين أدائها دون أن تكون مبرمجة بشكل صريح.

الأسلوب: يستخدم الذكاء الاصطناعي مجموعة متنوعة من الأساليب، بما في ذلك تعلم الآلة، والمنطق، والبحث عن المعلومات. بينما يعتمد التعلم العميق بشكل أساسي على الخوارزميات الإحصائية والرياضية.

النطاق: يُعد الذكاء الاصطناعي مجالًا واسعًا يشمل العديد من الفروع المختلفة. بينما يُعد التعلم العميق فرعًا فرعيًا من فروع الذكاء الاصطناعي.

باختصار، يُعد التعلم العميق أحد أدوات الذكاء الاصطناعي. وهو أداة قوية جدًا تُمكننا من تطوير أنظمة ذكية قادرة على التعلم من البيانات وتحسين أدائها.

تطبيقات التعلم العميق

تطبيقات التعلم العميق
تطبيقات التعلم العميق

تعد تطبيقات التعلم العميق في العالم الحقيقي جزءًا من حياتنا اليومية، ولكن في معظم الحالات، يتم دمجها جيدًا في المنتجات والخدمات بحيث لا يكون المستخدمون على دراية بمعالجة البيانات المعقدة التي تحدث في الخلفية. بعض هذه الأمثلة تشمل ما يلي:

تطبيق القانون

يمكن لخوارزميات التعلم العميق تحليل بيانات المعاملات والتعلم منها لتحديد الأنماط الخطيرة التي تشير إلى نشاط احتيالي أو إجرامي محتمل. يمكن أن يؤدي التعرف على الكلام ورؤية الكمبيوتر وتطبيقات التعلم العميق الأخرى إلى تحسين كفاءة وفعالية التحليل الاستقصائي من خلال استخلاص الأنماط والأدلة من التسجيلات الصوتية والمرئية والصور والمستندات، مما يساعد جهات إنفاذ القانون على تحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعة أكبر وبدقة أكبر.

الخدمات المالية

تستخدم المؤسسات المالية بانتظام التحليلات التنبؤية لدفع التداول الخوارزمي للأسهم، وتقييم مخاطر الأعمال للموافقات على القروض، واكتشاف الاحتيال، والمساعدة في إدارة محافظ الائتمان والاستثمار للعملاء.

خدمة الزبائن

تقوم العديد من المؤسسات بدمج تكنولوجيا التعلم العميق في عمليات خدمة العملاء الخاصة بها. تعتبر Chatbots - المستخدمة في مجموعة متنوعة من التطبيقات والخدمات وبوابات خدمة العملاء - شكلاً مباشرًا من الذكاء الاصطناعي . تستخدم روبوتات الدردشة التقليدية اللغة الطبيعية وحتى التعرف البصري، وهو ما يوجد عادة في القوائم الشبيهة بمركز الاتصال. ومع ذلك،  تحاول حلول Chatbot الأكثر تطورًا  تحديد، من خلال التعلم، ما إذا كانت هناك إجابات متعددة للأسئلة الغامضة. بناءً على الردود التي يتلقاها، يحاول برنامج الدردشة بعد ذلك الإجابة على هذه الأسئلة مباشرة أو توجيه المحادثة إلى مستخدم بشري.

يعمل المساعدون الافتراضيون مثل Siri من Apple أو Amazon Alexa أو Google Assistant على توسيع فكرة chatbot من خلال تمكين وظيفة التعرف على الكلام. يؤدي هذا إلى إنشاء طريقة جديدة لإشراك المستخدمين بطريقة مخصصة.

الرعاىة الصحية

لقد استفاد قطاع الرعاية الصحية بشكل كبير من قدرات التعلم العميق منذ رقمنة سجلات وصور المستشفيات. يمكن لتطبيقات التعرف على الصور أن تدعم متخصصي التصوير الطبي وأخصائيي الأشعة، مما يساعدهم على تحليل وتقييم المزيد من الصور في وقت أقل.

يُستخدم ايضا التعلم العميق في العديد من المجالات المختلفة، منها:

التعرف على الصور: يُستخدم التعلم العميق للتعرف على الوجوه، والأشياء، والمناظر الطبيعية.

معالجة اللغة الطبيعية: يُستخدم التعلم العميق للترجمة الآلية، والكتابة الآلية، والتحليل العاطفي.

التحكم في الروبوتات: يُستخدم التعلم العميق للتحكم في الروبوتات، مما يسمح لها بأداء مهام مُعقدة مثل المشي والجري والتقاط الأشياء.

الطب: يُستخدم التعلم العميق لتشخيص الأمراض، وتطوير علاجات جديدة، وتحليل الصور الطبية.

التمويل: يُستخدم التعلم العميق للكشف عن الاحتيال، وتحديد المخاطر، واتخاذ قرارات الاستثمار.

النقل: يُستخدم التعلم العميق لتطوير أنظمة القيادة الذاتية، وتحسين إدارة حركة المرور.

التصنيع: يُستخدم التعلم العميق لتحسين كفاءة الإنتاج، والتنبؤ بأعطال الآلات، وتحسين جودة المنتجات.

الزراعة: يُستخدم التعلم العميق لمراقبة صحة المحاصيل، وتحسين غلة المحاصيل، وإدارة استخدام المبيدات الحشرية.

التسويق: يُستخدم التعلم العميق لفهم سلوك المستهلك، وتحسين تجربة العملاء، واستهداف الإعلانات بشكل أكثر فعالية.

الترفيه: يُستخدم التعلم العميق لإنشاء ألعاب فيديو أكثر واقعية، وتطوير تقنيات الواقع الافتراضي والمعزّز.

أمثلة محددة على تطبيقات التعلم العميق

التعرف على الوجوه: يُستخدم التعلم العميق في العديد من التطبيقات، مثل فتح الهواتف الذكية باستخدام التعرف على الوجه، وبرمجيات المراقبة الأمنية.

الترجمة الآلية: يُستخدم التعلم العميق لتحسين دقة الترجمة الآلية، مما يسمح للناس بالتواصل مع بعضهم البعض بسهولة أكبر بغض النظر عن لغتهم.

السيارات ذاتية القيادة: تعتمد السيارات ذاتية القيادة على التعلم العميق للتعرف على محيطها، واتخاذ قرارات حول كيفية القيادة بأمان.

التشخيص الطبي: يُستخدم التعلم العميق لمساعدة الأطباء في تشخيص الأمراض بشكل أكثر دقة، من خلال تحليل الصور الطبية مثل الأشعة السينية وصور الرنين المغناطيسي.

استراتيجيات التعلم العميق

استراتيجيات التعلم العميق


يُمكن تقسيم استراتيجيات التعلم العميق إلى فئتين رئيسيتين:

استراتيجيات تعتمد على البيانات:

التعلم المُشرف: في هذه الاستراتيجية، يتم تزويد النظام بمجموعة من البيانات المُصنفة، ويقوم النظام بتعلم كيفية ربط المدخلات بالمخرجات.

التعلم غير المُشرف: في هذه الاستراتيجية، يتم تزويد النظام بمجموعة من البيانات غير المُصنفة، ويقوم النظام بتعلم كيفية العثور على الأنماط في البيانات.

التعلم شبه المُشرف: في هذه الاستراتيجية، يتم تزويد النظام بمجموعة من البيانات المُصنفة جزئيًا، ويقوم النظام بتعلم كيفية استخدام البيانات المُصنفة جزئيًا لتحسين أدائه على البيانات غير المُصنفة.

استراتيجيات تعتمد على الشبكة:

الشبكات العصبية الالتفافية: تُستخدم هذه الشبكات للتعرف على الأنماط المكانية في البيانات، مثل الصور.

الشبكات العصبية المتكررة: تُستخدم هذه الشبكات للتعرف على الأنماط التسلسلية في البيانات، مثل النص.

الشبكات العصبية المُولدة: تُستخدم هذه الشبكات لإنشاء بيانات جديدة، مثل الصور والنصوص.

يُمكن استخدام مزيج من هذه الاستراتيجيات لتطوير أنظمة تعلم عميق فعالة. يعتمد اختيار الاستراتيجية المناسبة على نوع البيانات التي يتم استخدامها، والمهمة التي يتم تحاول حلها.

فيما يلي بعض الأمثلة على استراتيجيات التعلم العميق:

التعرف على الصور: يُستخدم التعلم المُشرف مع الشبكات العصبية الالتفافية للتعرف على الوجوه، والأشياء، والمناظر الطبيعية.

الترجمة الآلية: يُستخدم التعلم المُشرف مع الشبكات العصبية المتكررة للترجمة الآلية.

إنشاء النصوص: يُستخدم التعلم المُولّد مع الشبكات العصبية المُولدة لإنشاء نصوص إبداعية، مثل القصائد والروايات.

يُعد التعلم العميق مجالًا سريع التطور، وتظهر استراتيجيات جديدة باستمرار. من المهم مواكبة أحدث التطورات في هذا المجال لتطوير أنظمة تعلم عميق فعالة.

ما الفرق بين التعلم الآلي والتعلم العميق؟

التعلم الآلي والتعلم العميق هما فرعان من فروع الذكاء الاصطناعي.

ولكن هناك بعض الاختلافات الرئيسية بينهما:

1. التعريف:

التعلم الآلي: هو مجال يبحث في تطوير أنظمة ذكية قادرة على التعلم من البيانات وتحسين أدائها دون أن تكون مبرمجة بشكل صريح.

التعلم العميق: هو نوع من التعلم الآلي يستخدم شبكات عصبية اصطناعية مُعقدة للتعلم من البيانات.

2. الأسلوب:

التعلم الآلي: يستخدم مجموعة متنوعة من الأساليب، بما في ذلك الإحصاء والرياضيات والمنطق.

التعلم العميق: يعتمد بشكل أساسي على الخوارزميات الإحصائية والرياضية.

3. النطاق:

التعلم الآلي: هو مجال واسع يشمل العديد من الفروع المختلفة، مثل التعلم العميق، ومعالجة اللغة الطبيعية، والرؤية الحاسوبية.

التعلم العميق: هو فرع فرعي من فروع التعلم الآلي.

4. القوة:

التعلم الآلي: يمكن أن يكون فعالًا في حل بعض المشكلات، ولكن قد لا يكون قادرًا على التعامل مع المشكلات المعقدة.

التعلم العميق: يمكن أن يكون أكثر فعالية من التعلم الآلي في حل المشكلات المعقدة، مثل التعرف على الصور ومعالجة اللغة الطبيعية.

5. الحاجة إلى البيانات:

التعلم الآلي: يتطلب كمية معقولة من البيانات للتدريب.

التعلم العميق: يتطلب كميات كبيرة من البيانات للتدريب.

6. قابلية التفسير:

التعلم الآلي: قد يكون من السهل فهم كيفية عمل أنظمة التعلم الآلي.

التعلم العميق: قد يكون من الصعب فهم كيفية عمل أنظمة التعلم العميق.

7. التحديات:

التعلم الآلي: قد يواجه صعوبة في التعامل مع المشكلات المعقدة.

التعلم العميق: قد يواجه صعوبة في الحصول على كميات كبيرة من البيانات للتدريب، وقد يكون من الصعب فهم كيفية عمل أنظمة التعلم العميق.

خاتمة: يُعد التعلم العميق تقنية ثورية لها إمكانيات هائلة لتغيير العالم. مع معالجة التحديات التي تواجه هذه التقنية، من المرجح أن نرى المزيد من التطبيقات المذهلة للتعلم العميق في المستقبل.

google-playkhamsatmostaqltradent